غزوة الأبواء
ثم غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صفر على رأس أحد عشر شهرا ، حتى بلغ الأبواء يعترض لعير قريش ، فلم يلق كيدا . وفي هذه الغزاة وادع بني ضمرة من كنانة على ألا يكثروا عليه ولا يعينوا عليه أحدا . ثم كتب بينهم كتابا ، ثم رجع وكانت غيبته خمس عشرة ليلة .
-----------------------
غزوة بواط
ثم غزا بواط - وبواط حيال ضبة من ناحية ذي خشب بين بواط والمدينة ثلاثة برد - في ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهرا ، يعترض لعير قريش ، فيها أمية بن خلف ومائة رجل من قريش ، وألفان وخمسمائة بعير ثم رجع ولم يلق كيدا .
----------------------------------
غـــــــــــزوه بدر الاولـــــــــــــــــــى
ثم غزا في ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهرا في طلب كرز بن جابر الفهري ، أغار على سرح المدينة ، وكان يرعى بالجماء ونواحيها ، حتى بلغ بدرا ولم يدركه .
-----------------------------
غزوة ذي العشيرة
ثم غزا في جمادى الآخرة على رأس ستة عشر شهرا ، يعترض لعيرات قريش حين أبدأت إلى الشام ، فندب أصحابه فخرج في خمسين ومائة - ويقال في مائتين - وكان قد جاءه الخبر بفصول العير من مكة تريد الشام ، قد جمعت قريش أموالها فهي في تلك العير فسلك على نقب من بني دينار بيوت السقيا ، وهي غزوة ذي العشيرة .
-------------------------------
سرية نخلة
ثم سرية أميرها عبد الله بن جحش إلى نخلة ، ونخلة وادي بستان ابن عامر في رجب على رأس سبعة عشر شهرا .
قالوا : قال عبد الله بن جحش : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى العشاء فقال واف مع الصبح معك سلاحك ; أبعثك وجها قال فوافيت الصبح وعلي سيفي وقوسي وجعبتي ومعي درقتي ، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس الصبح ثم انصرف فيجدني قد سبقته واقفا عند بابه وأجد نفرا معي من قريش . فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب فدخل عليه فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب كتابا . ثم دعاني فأعطاني صحيفة من أديم خولاني فقال قد استعملتك على هؤلاء النفر
فامض حتى إذا سرت ليلتين فانشر كتابي ، ثم امض لما فيه . قلت : يا رسول الله أي ناحية ؟ فقال اسلك النجدية ، تؤم ركية قال فانطلق حتى إذا كان ببئر ابن ضميرة نشر الكتاب فقرأه فإذا فيه سر حتى تأتي بطن نخلة على اسم الله وبركاته ولا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك ، وامض لأمري فيمن تبعك حتى تأتي بطن نخلة فترصد بها عير قريش . فلما قرأ عليهم الكتاب قال لست مستكرها منكم أحدا ، فمن كان يريد الشهادة فليمض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أراد الرجعة فمن الآن فقالوا أجمعون نحن سامعون ومطيعون لله ولرسوله ولك ، فسر على بركة الله حيث شئت . فسار حتى جاء نخلة فوجد عيرا لقريش فيها عمرو بن الحضرمي ، والحكم بن كيسان المخزومي ، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة المخزومي ، ونوفل بن عبد الله المخزومي . فلما رأوهم أصحاب العير هابوهم وأنكروا أمرهم فحلق عكاشة رأسه من ساعته ثم أوفى ليطمئن القوم .
قال عامر بن ربيعة : فحلقت رأس عكاشة بيدي - وكان رأي واقد بن عبد الله وعكاشة أن يغيروا عليهم - فيقول لهم عمار نحن في شهر حرام فأشرف عكاشة فقال المشركون بعضهم لبعض لا بأس قوم عمار فأمنوا في أنفسهم وقيدوا ركابهم وسرحوها ، واصطنعوا طعاما . تشاور أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرهم - وكان آخر يوم من رجب ويقال أول يوم من شعبان - فقالوا : إن أخرتم عنهم هذا اليوم دخلوا الحرم فامتنعوا ، وإن أصبتموهم ففي الشهر الحرام . وقال قائل لا ندري أمن الشهر الحرام هذا اليوم أم لا . وقال قائل لا نعلم هذا اليوم إلا من الشهر الحرام ولا نرى أن تستحلوه لطمع أشفيتم عليه . فغلب على الأمر الذين يريدون عرض الدنيا ، فشجع القوم فقاتلوهم . فخرج واقد بن عبد الله - 15 - يقدم القوم قد أنبض قوسه وفوق بسهمه فرمى عمرو بن الحضرمي - وكان لا يخطئ رميته - بسهم فقتله . وشد القوم عليهم فاستأسر عثمان بن عبد الله بن المغيرة ، وحكم بن كيسان وأعجزهم نوفل بن عبد الله بن المغيرة ، واستاقوا العير .
-----------------------------
حدثنا محمد قال حدثنا محمد قال حدثني علي بن يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة الأسدي ، عن أبيه عن عمته عن أمها كريمة ابنة المقداد ، عن المقداد بن عمرو ، قال أنا أسرت الحكم بن كيسان ، فأراد أميرنا ضرب عنقه فقلت : دعه نقدم به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمنا به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام فأطال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامه فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه تكلم هذا يا رسول الله ؟ والله لا يسلم هذا آخر الأبد دعني أضرب عنقه ويقدم إلى أمه الهاوية فجعل النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل على عمر حتى أسلم الحكم فقال عمر فما هو إلا أن رأيته قد أسلم ، وأخذني ما تقدم وتأخر وقلت : كيف أرد على النبي صلى الله عليه وسلم أمرا هو أعلم به مني ، ثم أقول إنما أردت بذلك النصيحة لله ولرسوله قال عمر فأسلم والله فحسن إسلامه وجاهد في الله حتى قتل شهيدا يوم بئر معونة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم راض عنه ودخل الجنان
حدثنا محمد قال حدثنا الواقدي قال وحدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال قال الحكم وما الإسلام ؟ قال تعبد الله وحده لا شريك له وتشهد أن محمدا عبده ورسوله . قال قد أسلمت . فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه فقال لو أطعتكم فيه آنفا فقتلته ، دخل النار قالوا : واستاقوا العير وكانت العير فيها خمر وأدم وزبيب جاءوا به من الطائف ، فقدموا به على النبي صلى الله عليه وسلم .
فقالت قريش : قد استحل محمد الشهر الحرام فقد أصاب الدم والمال وقد كان يحرم ذلك ويعظمه . فقال من يرد عليهم إنما أصبتم في ليلة من شعبان . وأقبل القوم بالعير فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف العير فلم يأخذ منها شيئا ، وحبس الأسيرين وقال لأصحابه ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام .
تستكمل سيره النبى حببنا ومعاركه وغزواته
انـــــتــــــــظــرونى ......